معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

معضلة التلوث البيئي

حجم الخط

بقلم : جاسم محمد حمزة الجبوري  

لا شك في أنّ للتلوث البيئي تأثيرات سَلْبية كثيرة على البيئة وحياة المجتمع الذي يعيش في هذه البيئة  سَواء كان حيواناً أمْ نباتاً أمْ إنساناً بحسب تأثير المُلَوِّث البيئي  وقدرة تركيزه في الأعضاء الحية الفعالة Living organisms والوقت الذي يستغرقه هذا المُلَوِّث حتى وإنْ كان صغير الوزن  في إحداث تغير في العضو الذي يُصيبه أوْ يتركز فيه .

وتختلف المُلَوِّثات البيئية حسب نوعها كأنْ تكون بيولوجية أوْ كيمياوية أوْ فيزيائية وطبيعة تركيبها وحجمها ووزنها . نلاحظ أنّ بعد التطور الذي حصل منذ الثورة الصناعية إلى يومنا هذا ازدادت في المقابل كَثْرة المُلَوِّثات البيئية وأنواعها وتحورت أشكالها وتركيبها الكيمياوي والفيزيائي فمن أنواع المُلَوِّثات البيولوجية والتي ازدادت وازداد اكتشافها منذ القرون  الماضية من الألفية الثانية وما زالت تُكْتشف أنواع جديدة من هذه الملوثات كالبكتريا والفيروسات والطفيليات والفُطريات وغيرها فهذه الأحياء المجهرية لها تأثير مباشرDirect على الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان فهي تعيش مع الكائن الحي وبمجرد توفر الظروف الملائمة لتكاثرها تؤدي إلى إحداث تغير سَلْبي في الكائن الحي الذي تُصيبه . وكثيرة هي الإحصائيات المسجلة في العالم ولا سيما العالم الثالث وما أحدثته هذه الأحياء المجهرية من تلوث بيئي وأمراض وبائية حصدت الكثير من أرواح  الناس كالهيضة (الكُوْليرا) والتيفوئيد والجُدَري والتهاب الكَبْد الفيروسي والسل والتدرن الرئوي , وغيرها مازالت مستعصية على الطب أنْ يجد حلاً لها مثل الإيدز(نقص المناعة المكتسبة ) وإنفلونزا الطيور ولا نعرف ماذا سيكتشف الطب الحديث من أسماء جديدة لِمُلَوِّثات جديدة من هذا النوع. ونلاحظ أنّ سبب تكاثر وتوطن هذه المُلَوِّثات هو عدم العناية الصحية بالبيئة وقلة اللَّقاحات. والنوع الثاني من المُلَوِّثات هو التلوث بالمواد الكيمياوية كتلوث مياه الشُّرْب بالمواد الكيمياوية الناجمة من نُفايات المستشفيات والمعامل الصناعية ورمي المياه الثقيلة في المياه الصالحة للشُّرْب وكذلك تلوث الهواء بالغازات والأبخرة الناتجة من المعامل والسيارات فمثلاً نرى كَثْرة الإصابة بتسوس الأسنان في المدن أكثر مِمّا هو في القرى والأرياف وذلك بسبب كَثْرة المعامل الصناعية وشدة تزاحم الطرق بالسيارات وخاصة ساحات الوقوف مِمّا يؤدي إلى تركُّز الغازات السامة المنبعثة من احتراق البِنْزين  ففي هذه الحالة  يؤدي إلى تركُّز عنصر الرصاص +pb  السام في الجسم بدلاً من البوتاسيوم والكالسيوم مِمّا يؤدي إلى ضَعْف متانة الأسنان ومن ثَمَّ تعرضها للتسوس والتآكل. فمن الواجبات الأساسية التي يجب إتباعها للعناية بالبيئة وصحة الفرد والمجتمع .

  • على الجهات المسؤولة الحفاظ على البيئة عن طريق متابعة كل الإشكال والعوامل التي ذكرناها والتي من شأنها أنْ تلوث البيئة وبذلك تَنْعَكِس سَلْباً على البيئة والمجتمع .
  • توفر اللَّقاحات والمستلزمات الطبية الأخرى.
  • الاستمرار بمكافحة البيئة بالمبيدات لغرض قتل الحشرات والطفيليات التي تَنْقُل الجراثيم .
  • تشكيل لجان علمية متخصصة لغرض المتابعة والإشراف على المعامل الصناعية والمستشفيات الطبية من رمي نُفايتها في المياه الصالحة للشُّرْب .
  • التقليل من ازدحام طرق السيارات .
  • تحسين عملية استخلاص البِنْزين بصورة جيدة .

 

 

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *