بقلم: محمد كركوب الجزائر
جنَّ قلبٌ ما عرفَ النومَ ليلًا يشتكي الأشواقَ، يهوى مُستهيلًا
عاشقٌ، و الوجدُ في صدرِه نارٌ لا يُداوي جُرحَهُ الوصلُ قليلًا
قالَ: “يا داءُ الهُيامِ، ارفقْ بروحي إنني ما عُدتُ أملكُ بديلًا”
خانَهُ الوقتُ، و خانتهُ الوعودُ و الحنينُ المُدَّعى باتَ قتيلًا
ما لَعِبتْ في هواهُ صبيةٌ لا بل تَغوَّلتِ المادةُ، قتلتِ الجميلا
في زمانٍ لا وفاءَ به، و لا صدقَ و المظاهرُ تشتري القلبَ الذليلا
يُقاسُ الرجالُ بما جنَوا من المالِ و نسَوا الخُلقَ، فهل هذا جليلًا؟
ضاعتِ القيمُ، وانطفأَ نورُ رجاءٍ و بكى الفخرُ، وانحنى الدهرُ هزيلًا
قال: “آهٍ، لو تعودُ الأرضُ حضنًا نغرسُ الحُبَّ، و نبني المستحيلا”
لكن الأوانَ فاتَ، و سُدَّ بابٌ كانَ للحلمِ، فاستحالَ ضئيلًا
ضاعَ العاشقُ، لا حِكمةٌ تُرشدهُ و لا نبضٌ يُنيرُ الدربَ طويلَا
يا وفاءً، يا نزاهةَ روحِ حرٍّ أنقذي ما في القلوبِ النبيلَا
أنتِ تاجُ الأصلِ، إرثٌ من شموخٍ تُورَثُ المجدَ، و تسمو بالجميلَا
فيكِ فخرُ الناسِ، لا مالٌ و لا جاهٌ صوتُكِ يهزُّ فينا الأصيلَا
أنتِ دِلالُ النورِ، قبسٌ من نُبُوَّةٍ دامتْ فينا الحُلمَ و الحليمَا