معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

أنين الحروف العتيقة

حجم الخط

بقلم: محمد كركوب الجزائر

من رحمِ نورٍ تجلّى البيانْ

وُلِدَتْ حُروفي على جفنِ الزمانْ

ما بينَ زوبعةٍ تعوي بوجهِ السكونْ

و بينَ إعصارِ فكرٍ يُهدّ الجُدرانْ

دفنوا الحكايا تحتَ رُكامِ الجراحْ

قالوا: الحروفُ تموتُ… بلا نواحْ

لكنها قامتْ من الرمادِ أنيقةً

تنبضُ صدقًا… و تكتبُ الأرواحْ

هذي القصائدُ من ذهبِ الأبجديةْ

ما بينَ سطرٍ و سطرٍ… صرخةٌ حرّيّةْ

تُقاومُ الظلمةَ، تشقُّ الطريقْ

و تنثرُ نورًا على كلّ فريقْ

لا مدحَ للزيفِ، لا للرّخيصْ

نحنُ أبناءُ الحكمةِ و التمحيصْ

نهتفُ: أن ارتقِ، يا حرفُ، كنْ نبراسْ

واجعلْ من الصمتِ فنًّا يُحاكي الإحساسْ

كُنْ للبلاغةِ قيثارةْ

و على المحسناتِ سُلالةْ

فيك الجِناسُ، و ذاك الطباقْ

و المعنى يزهو كأنّهُ اشتياق

اكتبْ، و لا تخشَ دفنَ النّجومْ

فالعزّ يولدُ في عمقِ الهمومْ

وابذرْ جمالكَ في أرضِ النقاءْ

سيزهرُ الفكرُ و يُثمرُ الوفاءْ

إنّا نُفضّلُ نورَ الحروفْ

ونجتني الثمرَ من جوفِ الكهوفْ

في كلِّ سطرٍ كنزٌ مدفونْ

و في كلِّ بيتٍ صعودٌ للجنونْ

يا شاعرَ الأفقِ، يا ناثرَ الأملْ

دعْ قافيتكَ تسري بلا كسلْ

فالعالمُ اليومَ عطِشٌ للضميرْ

و غدُ القصيدةِ مشرقٌ، قديرْ

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *