أ. د. محمد طاقة
لقد أعزّ الله سبحان وتعالى ألام ، ورفع من مكانتها حين قال رسول الله ( ص) “الجنة تحت اقدام الأمهات “ ان هذه العبارة تحمل دلالات عظيمة على مكانة الأم في الإسلام ، كيف أن الجنة ، وهي غاية ما يسعى اليه المؤمنون ، تمنح عبر الرضا والبر بالام ، فلا يجوز باي حال من الاحوال أن يُمسّ مقامها أو يساء اليها بأي شكل من الأشكال .
فالمرأة وهي الأم ، هي عنوان الخصوبة وديمومة الحياة ، وبدونها لا وجود للمجتمع ، انها ليست نصف المجتمع كما يقال عادةً ، بل هي كل المجتمع ، فهي الأم والأخت والبنت والجدة والعمة والخالة .
من يجهل أو يتجاهل هذا الدور العظيم فهو جاهل ومتخلف ، المرأة اليوم هي الطبيبة والمهندسة والمدرسة والمربية والمحامية والسياسية ، وهي موجودة في كل مجالات الحياة ، إن إسهاماتها في بناء وتنمية المجتمع لا تحصى ، ومن يقف ضد دورها ومكانتها في المجتمع فهو ( ناقص عقل ودين ) وناقص غيرة وشرف وهو ليس برجل سوي .
لقد أوصانا الله ورسوله الكريم (ص) ( رفقاً بالقوارير ) في إشارة إلى رقة وعظمة المرأة في آن واحد .
ومع ذلك ، في يومنا هذا نرى بعض من يسمون ( علماء دين ) يسعون للترويج لقانون الاحوال الشخصية الجديد المعروض على البرلمان العراقي ، والذي يتضمن إساءات بالغة للمرأة والطفولة ، هذا القانون لا يتعارض فقط مع كرامة المرأة واستخفاف بالطفولة ، بل يضرب في صميم التقاليد الاجتماعية العربية وجميع الديانات السماوية ، في محاولة خبيثة لتحطيم النسيج الاجتماعي والعقائدي للشعب العراقي .
هؤلاء العلماء المتخلفون ليسوا إلا أذناباً وعملاء إلى إيران ، تلك الدولة التي تسعى لاحتلال العراق كلياً والسيطرة على اقتصاده وسياسته ، وتدمير نسيجه الاجتماعي .
ان هدف ايران واضح وهو تمزيق المجتمع العراقي طائفياً وعشائرياً واجتماعياً ، والان يحاولون ان يتدخلوا في اخطر حلقة في المجتمع وهي المرأة والطفولة ، ولكن المرأة عند العراقيون خط احمر ، لا يجوز المساس بها ، وأي محاولة للمساس بها من خلال تمرير هذا القانون الخبيث والجائر ، سيفجر الوضع في العراق إلى حد الاقتتال الداخلي .
لذا على الشعب العراقي ، بجميع قواه الوطنية ، من أفراد وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني ، أن يتجاوزوا الخلافات وان يتوحدوا ضد ( الاحتلال الايراني الأمريكي الصهيوني المركب ) .
العراق اليوم محدد وجوده ، واذا استمر السكوت على ما يحدث من فساد وإفساد للمجتمع ، فإن العراق مقبل على مستقبل مظلم ، قد ينتهي فيه وجوده كدولة مستقلة وكيان .
لا خيار امام الشعب العراقي للتخلص من هذه الزمرة الفاسدة العميلة التي تتحكم بالعراق سوى الثورة العارمة باستخدام كلّ الوسائل المتاحة بما في ذلك إذا تتطلب الأمر الوسائل القتالية ، والعمل على تشكيل تنظيمات عسكرية لمواجهة هؤلاء السفلة المارقين اللذين تمادوا بتدمير العراق واهانة الشعب العراقي ، يجب القضاء على العملاء والخونة الذين يروجون لتمرير هذه التشريعات (باسم الدين ) التي تدمر المجتمع ، لقد حان وقت الثورة من اجل تحرير العراق واستعادة كرامته ومستقبله ..