أ. د. محمد طاقة
رسالة الى جميع الكذابين
يعتبر الكذب ظاهرة اجتماعية ونفسية معقدة تمتد آثارها الى جميع جوانب الحياة الانسانية . وهي ظاهرة خطيرة جداً ، كونها تقوم على تزييف الحقائق ، أو خلق حكايات واحداث جديدة عكس الواقع ، بنية الخداع وايهام الاخرين لتحقيق هدف معين قد يكون مادياً او نفسياً او اجتماعياً او سياسياً .
والكذب امر محرم في الدين الاسلامي وبقية الديانات ، وفي كثير من الاحيان اذا تكرر الكذب عند شخص سيكون هذا الشخص مصاب بمرض يسمى ( بالكذب المرضي )
والكذب يعني ان تخبر عن شيء بخلاف ما هو عليه في الواقع .
الكذب هو من أسوء الصفات التي يتحلى بها بعض الاشخاص كونها تقلل من قيمة صاحبها . وهؤلاء الاشخاص يكونون منبوذين من قبل المجتمع ، والكذب مرتبط بشخصية الانسان ونشأته وبيئته وتكوينه الاجتماعي والاخلاقي .
الكذابون لا يثقون بانفسهم ومستعدون للتخلي عن شرفهم لانهم يمارسون خداع الناس بغير الحقيقة و يعملون على تزييف الحقيقة ، لذلك هي من أسوء وابشع الصفات التي نهانا عنها ديننا الحنيف .
الكذابون يمتلكون قدرة عالية على التلاعب بالحقائق وتغييرها لخدمة اهدافهم الشخصية ام الحزبية ، وهم يفتقرون الى النزاهة والامانة ، وبعضهم يصبحون محترفين في الكذب بحيث يصعب اكتشافهم بسهولة وهم لا يشعرون بالذنب
او تأنيب الضمير عندما يكذبون ، مما يعزز
استمرارهم في هذا السلوك المشين .
والكاذبون يمتلكون مهارات اقناع عالية ، حيث يمكنهم بسهولة التأثير على الاخرين وجعلهم يصدقون اكاذيبهم .
للكذابين مخاطر عظيمة على المجتمع ، فالكذب يؤدي الى فقدان الثقة بين الافراد
وهو ما يمكن ان يؤدي الى تدمير العلاقات الشخصية والمهنية والحزبية ، ويؤدي كذلك الى تراجع القيم الاخلاقية في المجتمع ، ويضعف من الاسس التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية والحزبية السليمة .
بالاضافة الى ذلك ان الكذابين يخلقون بيئة يسودها الشك والريبة مما يجعل من الصعب بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل .
في الاونة الاخيرة ، نشهد تزايداً في ظاهرة الكذب ، والنفاق والانتهازية في العديد من المجتمعات والمنظمات والاحزاب .
ومع الاسف الشديد ان عملية اختراق المنظومة القيمية والاجتماعية ، طالت ايضاً
القوى الوطنية واحزابها ومنظماتها ، بحيث تسربت هذه المفاهيم الى تصرفات البعض منها .
فالكذب والتضليل والنفاق والمجاملات والمحابات والتملق والطائفية والعشائرية والعنصرية ، كلها ممارسات ، يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن تصرفات الوطنيين والمجاهدين الذين يسعون الى تحرير العراق وشعبه من الطغمة الفاسدة الجاثمة على صدر الشعب العراقي العظيم .