بقلم: محمد كركوب الجزائر
الإهداء:
إلى كلّ روحٍ تأمّلت في مصير الحضارات،
فشهدت أن الخلود لا يكون إلا لله.
القصيدة سجود الأكوان
من في السماوات؟ من في الثرى؟
سوى الواحدِ الأحدِ المُعتلى؟
ينادي الجلالُ على مَن مضى
و مَن هو آتٍ… و مَن قد تلا
نجومُ الدُجى شهدت للسماء
و شهد الترابُ على من بَنا
حضاراتُ مصرٍ… و جيشُ الضياء
و نقشُ الصخورِ بطاسيلي سنا
هنا عانقَ الفنُّ وجدانَهُ
و هناكَ تهادى عُراةُ المُنى
بأكفانِ فكرٍ، بروحِ الكتاب
بأسفارِ سِحرٍ و عينِ العَنا
أيا سومرُ النورُ منكم سرى
و أكّادُ طوّفتَ فينا الشذا
بابلُ، يا لغةَ الأزلِ
سلامًا على برجكِ المُعتلى
هنا من يُنادون في كل فجر:
“لنا الأبدية، خلدُ المدى!”
فيسمعهم ربّ كلّ الوجود
و يُرِيهم بأن البقاءَ لهُ!
هياكلُهم في التراب شهود
و أحلامُهم تحت ظلّ العفا
و في كل آجرٍ رسموا المُحال
تجلّى المآلُ… و سُبحانَ مَن بَقى
سفائنُ فكرٍ، نقوشُ الخلود
تُرى هل تُزيِّنُ ذا المُنتهى؟
و ما كلّ ما حفرتْهُ العصور
سوى آيةٍ… من عظيمِ العِظا
فيا من تجوبونَ كلَّ الدُّنا
تفتشُ في الغابرينَ الرجا
اقرأوا الوجودَ بآيِ الجلال
ترون الحقيقة في مَن هَدى
من في السماوات؟ من في الثرى؟
هو الله، سرُّ الزمانِ المدى
و كلُّ الحضاراتِ عند النهاية
تُسجّلُ في لوحِه المُرتضى