معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

قيامة غزة

حجم الخط

ليث ناصر صباح

 

غابتْ شمسُنا في ضُحى الأيّامِ

والبدرُ أضحى عارياً بظلامِ

 

طريقُ الأملِ المقفِرُ المتواري،

ما فيه غيرُ الموتِ في إقدامِ

 

حتى الوجودُ غدا علينا غربةً،

والدهرُ صارَ كعادتي خصمي الدامي

 

وشيختْ طفولتنا، وضاع صِبانا،

ماتتْ أمانينا مع الأحلامِ

 

عن كلِّ واحـةٍ تُروى حكايتُها،

تبكي الروايةُ من لظى الآلامِ

 

لا تُحدّثوني عنْ ضريحِ منوننا،

فالقيامةُ تسكنُ الأجسامِ

 

أنا الجياعُ، أنا الفناءُ، وموتُنا،

كظلِّنا لا ينثني بملامِ

 

في الرأسِ تبكي صورةٌ متيّمةٌ،

وثُكالى تصرخُ في الأوهامِ

 

تئنّ أرملةٌ على الرمضاءِ،

تسعى لخبزٍ ضائعٍ في العامِ

 

ما عادَ يُوجدُ غيرُ موتٍ قادمٍ،

يُسرِعْ إلينا حاملاً الآثامِ

 

أطفالُ غزةَ بالردى أكفانُهم،

منهم شهيدٌ… والبقيّةُ نامي

 

يا ويحَ غزةَ! ما لعيشٍ حيلةٌ،

فالموتُ جارٍ والرجاءُُ غُلامي

 

غزةُ تنادي بالأسى وتئنُّ،

والجوعُ نبْلٌ ما لهُ من ختام

 

وحْدَاءُ كربلاءِ في أيامِنا،

تبكي، ولا ناصرٌ على الإجرامِ

 

كالحُرّ يُدفنُ والحسينُ مُدمّى،

تدوسُهُ الخيلُ بلا إكرامِ

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *