أيها الليل الذي يطول في صمته
أنت الشاهد على ما يعصف في القلب من وجع
أبحث عنك في نسمات الهواء الباردة
علني ألتقي بذكرك في كل زاوية من الزمان
يا من غادرتِ، وتركتِ خلفكِ الفراغ
والشوق الذي لا يهدأ ولا يعرف الراحة
أحمل صورتك في قلبي كما يحمل النهر
حبات اللؤلؤ في عمق أعماقه
أترقب مرورك بين الذكريات
وأنتظر أن تعود خطواتك، حتى لو كانت محالًا
فهل يزهر الزمان بعد غيابك؟
أم يظل الشوق يذبل في سكونه؟
يا زمان الهجر، ما أقسى مسيرتك
حين يصبح اللقاء حلمًا بعيدًا
هل يعرف الغد ما في قلوبنا؟
أم أن الليل يطوي الأمل بين طياته؟
أغني للغربة على شاطئ الوحدة
وأراقب الحنين ينقش صورك في الأفق
عيني لا ترى سواكِ
وقلبي ينبض بالأمل رغم الحزن الطاغي
كيف لي أن أصف هذا الوجع؟
إن كانت الكلمات تغرق في بحر الصمت
لكنني سأظل أنتظر
حتى وإن كسر الزمان أجنحة الأمل
أخوض في عالمٍ مليء بالسراب
والأماني تتناثر كالغبار في الرياح
لكنني أعلم أن حبكِ لا يذبل
وأن قلبي سيظل يطرق أبواب الأمل
هل يعود الغد ليحقق ما وعد؟
أم أنني أسير في حلقةٍ من الأماني الفارغة؟
دعني أكتب لكِ، دعني أصرخ بحروفٍ من الحلم
حتى لو كانت الأيام تكذب على أوجاعنا
فلا يهمني كم سيمر من الوقت
ولا كم سيتغير الزمان
ما دام حبك في دمي
لن يموت الأمل، ولن يذبل القلب
سأظل في دربٍ طويل،
أبحث عنكِ بين طيّات الليل
وأهيم مع الذكريات، بين الحقيقة والوهم
وأنتظر عودتك، مهما طال الانتظار
ربا رباعي
الاردن