الأستاذ الدكتور محمد طاقة
احتفل اليوم بعيد ميلادي، سبعة وسبعون عاماً، وأنا في وضع سئمت فيه كل ما يدور من حولي، فمنذ ولادتي عام 1948 عام النكبة نكبة فلسطين واليوم أعيش نكبة احتلال بلدي العراق، وما مر بين ولادتي ويومنا هذا كانت فترة مليئة بالأحداث السياسية وغير السياسية، فكانت سنوات مليئة بالأحزان والمشاكل واخرى مليئة بأيام مفرحة وجميلة، واعتقد بل مؤمن ان الحياة هي هكذا، متلونة جميلة وفيها من الاحداث ما هو مفرح وفيها ما هو محزن… ولكن كل واحد منا يعشيها كمنا يراها وكما يؤمن وكما تمليه عليه هذه الحياة من ظروف خارجه عن إرادته، فعليه أن يصارعها ليكيفها بما يرغب أن يعيش ويحدث ذلك بشكل نسبي وحسب القدرات الذاتية لكل إنسان.
وأعلم جيداً أن بعض جوانب الحياة تفرض على الانسان ولا يمكن له ان يتحكم بها وهي خارج إرادته فهي مفروضة عليه فرضا ولا يستطيع على الاطلاق تجاوزها… كأن يفرض عليك أبويك وتفرض عليك ديانة وقومية أبويك، وكذلك وطنك ومدينتك التي تولد فيها وعادات وتقاليد المجتمع الذي نترعرع فيه وكثير من تفاصيل الامور والاحوال تفرض علينا ونحن عاجزين ان نتحرر منها ومن قيودها الجبارة التي تلاحقنا حتى مماتنا. هذه هي اقدارنا جميعا… فقدري أن اكون عراقيا عربياً مسلماً… وهنا يتوجب عليّ أن ادافع عن هذه التسميات الكبيرة بمعانيها وأضحي من أجل القيم التي تربيت عليها وانتميت إليها وأحببتها حتى أصبحت جزءً من كياني وروحي وجسدي… فهذا هو قدري المكتوب ولكني بنفس الوقت قادر على أن أمارس دوري كجزء من هذا المجتمع أن اجتهد بتغييره نحو الافضل مع الحفاظ على اساسياته التي اؤمن بها واعتبرها قيم عليا لا يجوز المساس بها.
وهنا يبدأ صراعاً مريراً بين ذاتي وبين ما يحيط بي من تخلف ساد بمجتمعي لأسباب موضوعية وذاتية، استطعت بوعي المبكر ان اكتشفها وأشخص أمراض مجتمعي التي تعيق عملية تطوره والنهوض به كي يلعب دوره التاريخي والحضاري مع بقية الامم والشعوب… وكنت أتلمس مشاكل شعبي منذ صغري والمتمثلة بالفقر والجوع والحرمان والتخلف والاضطهاد والمرض وكل أشكال التخلف الاخرى التي جاءت نتيجة للاستعمار الاجنبي وبسبب العوامل الذاتية الداخلية التي يعاني منها مجتمعنا. كمشكلة الطائفية والقومية والتجزئة والتشرذم والتي ادت جميعها إلى ضعف الانتماء الحقيقي للوطن والتمسك بالوطنية الحقة التي تمسكت بها منذ صغري وحتى يومنا هذا.
فالانتماء للوطن حاجة ملحة وضرورية كأهمية الغذاء والماء والهواء بالنسبة لحياة الانسان، لقد وعيت ذلك مبكراً ولكن مع الاسف فإن غيري والاكثرية من مجتمعي لم يع ذلك ولهذه الاسباب نذرت نفسي وبوعي كامل وأدراك تام لواقع مجتمعي ان اكون مناضلا لمقاتلة التخلف وبكل أشكاله، هذا التخلف الذي فتك ببلدي ودمر كل أحلامنا وتطلعاتنا للمستقبل، هذا التخلف الذي دمر كل شيء من حولنا. وإذا استمر فسوف لن يبقى لنا أي أمل بالمستقبل. انه الآفة الاكثر خطورة، انه المرض الذي يستغله المحتلون لاحتلال بلدي ويدخل من خلاله إلى وطني لينهب ويفتك ويهين مقدساتي ويفعل ما يشاء مستغلا هذا المرض الذي يعيش في بلدي منذ مئات السنين، لقد سئمت كل ما يدور من حولي، وخاصة بعد ان قام العراقيون بدورهم خلال الخمسين عاما المنصرمة بخلق حالة من النهوض والتطور لتحقيق أهدافهم في التنمية وقضوا على الامية وبنوا صناعتهم الوطنية وأمموا ثروتهم المعدنية وخلقوا جيلا من العلماء وطوروا أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم واصبحوا على مستوى من الوعي الجمعي الذي كنت اتصور بانه سيوصلهم إلى بر الامان وتجاوز مرحلة السبات لكي ينتقلوا الى مرحلة النهوض والتطور، وإذا بي أتفاجأ بعد احتلال بلدي أن هذا الوعي كان زائفاً وغير متجذر في النفس وإذا بالعديد من ابناء بلدي ينجرون وراء السراب الامريكي المحتل وتنقلب المفاهيم أمامي، وتنقلب القيم والديانات والعادات وإذا بالمحتل محرراً والمدافع عن وطنه إرهابيا والسارق لأموال الشعب ومؤسسات الدولة يصبح مواطناً صالحاً يعمل من اجل شعبه والمواطن الصالح والشريف يقتل أو يهان على أقل تقدير. صورة مخيفة وشاذة تمر من أمامي… فإذا بالمجتمع ينهار بكل قيمه وعاداته وتقاليده… من الفاعل هل هم من أبناء جلدتي من ابناء وطني العراق… هل هم عراقيون فعلا..؟ إذا كانوا هكذا فإني مستعد لتقديم براءتي من انتمائي الذي فرض عليّ منذ ولادتي… ولكن الحقيقة انهم ليسوا كذلك إنهم حتما واكيداً غرباء عن بلدي، إنهم ليسوا من أبناء جلدتي إنهم الدخلاء والغرباء والجواسيس الذي تربوا على موائد الاجنبي وعلى موائد القوات المحتلة… لان بلدي صاحب الحضارات العظيمة سومر وبابل وآشور والذي عمره أكثر من ستة آلاف سنة لا يمكن له إلا أن يكون بلدا عظيما يحمل ثقل تاريخه وعاداته وتقاليده الراسخة التي اعتز بها بكل قوة وأكن لها كل الحب والاحترام.. إنها الحقيقة.. إن ما حدث ويحدث لبلدي ما هو إلا مرحلة عابرة لا تعبر عن الجوهر الحقيقي لأبناء شعبي، بينما المجاهدين والمقاتلون الذين انبروا ومنذ اللحظة الاولى لمقاومة المحتل ومقاتلتهم ببسالة منقطعة النظير فهم أبناء شعبي وهم الذي يعبرون عن أصالتهم وهم المعبرون الحقيقيون عن عاداتي وتقاليدي التي تربيت عليها منذ طفولتي، وهم المدافعون عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف وعن مقدساتنا هؤلاء هم الشعب العراقي وغيرهم من حثالات ومرتزقة ودجالين ومنافقين الذين باعوا ضمائرهم للأجنبي ما هم إلا وهم زائلون بإذن الله تعالى.
لقد عانيت كثيرا كما عانى كل مواطن عراقي شريف يحب وطنه خلال السبعة والسبعين سنة التي عشتها في بلدي الذي علمني ورعاني واحبني واحببته كعاشق يهيم بحبيبته هذه هي الوطنية الحقة، فمتى نصل إلى ان نحب وطننا لحد العشق، وإنني اعرف جيدا انه لا يوجد شيء مطلق وكل شيء نسبي.
فحب الوطن يجب ان يكون مطلقا لا نقاش عليه والاجتهاد فيه، والدفاع عنه واجب مقدس لا نقاش عليه والاجتهاد فيه… فعندما يصل الوعي الجمعي في وطني إلى هذا المستوى من الوعي سنتمكن عندئذ من طرد الاجنبي شر طردة… وسنتمكن من إعادة بناء بلدنا ونقوده إلى بر الامان… وسيكون تأثير ذلك على امتنا العربية ايضا، هذه الامة التي حملت معاناتها في ضلوعي ووجداني، هذه الامة التي انتمي إليها، هذه الامة التي جرحت لأكثر من مرة ولا زالت تعاني من جروحها واعمق هذه الجروح هو جرح فلسطين العربية حيث لا زلنا نكابد هذا الجرح العميق ولا زلنا نعاني من آثاره وسوف لن نشفى من هذا الجرح ولا من تداعياته إلا بتحريرها والى الابد.. كون هذا الجرح بليغا ومؤلما وجعل من جسد الامة ضعيفاً منهكاً كونه ينزف باستمرار حتى بدت آثاره على جسد الامة قوية ومخيفة فلا بد من معالجته، ولكن ليس بالطرق الدوائية التي مارسها منظري الحل الاستسلامي (الارض مقابل السلام)… والتي أوصلتنا إلى ضياع كل شيء وضياع العراق الذي كان قوة العرب وجمجمتهم القوية، هكذا فمنذ ولادتي وأنا أعاني من هذا الجرح البليغ الذي أنهك جسدي وتفكيري كوني أعي أن خلاص أمتي من مشكلاتها ورسم مستقبلها والنهوض بها كي تأخذ دورها الإنساني في خدمة البشرية جمعاء لا يتم إلا بتحرير فلسطين كل فلسطين مهما طال الزمن ومهما عظمت التضحيات، إنها حقيقة آمنت بها وتركزت في ذهني وعقلي وجسدي، فطالما احتلال فلسطين مستمرا تبقى الامة عليلة غير قادرة على أداء دورها الرسالي المطلوب، وستبقى عاجزة عن النهوض بمستقبل أبنائها.
سبعة وسبعون عاما مرت بسرعة كالأحلام التي تمر بنا وتنتهي بسرعة بشكل خاطف، ولم يخطر ببالي أن العمر ينتهي بهذه السرعة وان الزمن يجري ويجري دون أن نحقق كل ما حلمنا به وما رسمناه كطريق لتحقيق اهداف شعبنا وامتنا، بالرغم من معرفتنا ان طريقنا غير معبد وانه يحتاج إلى تضحيات جسيمه ويأخذ وقت طويل ويحتاج الى عمل شاق ومضن، كون شعبي وأمتي محاطة بأعداء كبار يمتلكون وسائل الفتك والبطش والدمار التي لا نمتلكها نحن كوننا متخلفين تقنيا وعلميا وعناصر الضعف فينا كثيرة ولكننا نتملك الايمان بالله وقضيتنا العادلة وهذا الذي لا يمتلكه أعدائنا.
مرت السنون وانا اعيش في مجتمع مليء بالتناقضات ومليء بأناس يحملون شخصيات مزدوجة وأحيانا أكثر من مزدوجة فهو معك كلما أشبعته، وضدك عندما تتضرر مصلحته الذاتية فهو ذاتي وغير موضوعي يغلب ذاته على كل شيء حتى لو كان الوطن العزيز.
إنني أعي تماما أن المجتمعات المتخلفة عندما تبدأ بالنهوض وتعمل من أجل التطور وخلق تنميتها سوف يمر المجتمع بمرحلة التناقضات ومرحلة ازدواج الشخصية، كون عملية التحول من المجتمع المتخلف الى المجتمعات المتطورة تتطلب ذلك، إن مثل هذه المرحلة تكون من اصعب المراحل التي تمر بها المجتمعات، حيث أن عملية التطور هذه ستعيقها العادات والتقاليد والديانات والمستوى الثقافي والحضاري، ففي مثل هذه المرحلة يمر الإنسان بين حالة التمسك بالمفاهيم ومجموعة القيم القديمة وبين المفاهيم ومجموعة القيم الجديدة التي يطمح الفرد الوصول إليها، سيعيش حالة تناقض واضحة وهذا يعتمد على درجة وعيه ودرجة استيعابه لهذه المرحلة الانتقالية، فإنها بحق مرحلة معقدة وصعبة وتحتاج إلى زمن طويل لتجاوزها، فالمجتمعات الاوروبية مرت بها وتجاوزتها ووصلت إلى ما هي عليه الآن. إذا نحن في مرحلة نهوض حضاري، ستكلفنا الكثير من التضحيات والصبر للوصول إلى ما وصلت إليه البلدان التي سبقتنا.
وبعد سبعة وسبعين سنة من نضال مرير نظرت إلى ما حولي، ماذا حدث وماذا جرى في بلادي، وفي أمتي، فوجدت أن أمريكا أعادت العالم مئة عام إلى الوراء، من يصدق أن أمريكا تعود بالعالم الى مرحلة الكلونياليه البغيضة…. كيف يصدق ذلك؟ والعالم يدخل القرن الحادي والعشرين وقد وصل به التطور الحضاري إلى أقصاه وإذا بنا نرجع مئة عام إلى الوراء، فأمريكا تحتل العراق وتعيده على عصر ما قبل الصناعة، تدمر كل ما بنيناه خلال الخمسين عاما المنصرمة، لماذا هذا السكوت الكوني على هذه العملية الارهابية الشنيعة؟… فعندما أفكر وأعيد النظر بكل شيء من حولي لا اجد سوى انني أعيش مرحلة الجنون الإنساني، هذا الجنون الذي وصلت إليه البشرية لتحطم كل احلامي وكل تطلعاتي واحلام مليارات من البشر وتطلعاتهم أيضا… وعندما أجد إنسانية الإنسان ومبادئه وأخلاقه وقيمه قد وصلت الى درجة الانحطاط والدرك الاسفل، أعي تماما ما خطورة المرحلة التي تعيشها الانسانية جمعاء دون استثناء وما درجة الجنون الذي وصلت إليه البشرية، بحيث أصبح الانسان لا قيمة له، فحفنه من البشر تسيطر على رأس المال ووسائل الاتصال والمعلومات وعلى أسلحة فتاكه، تستخدمها من اجل مصالحها الانانية فقط على حساب جميع شعوب العالم، فقد ارتفعت نسبة البطالة في العالم بسبب التقدم التكنولوجي واصبح اكثر من ثلثي سكان العالم يعيشون دون حد الكفاف وتفشي المرض والجوع والحرمان وتجارة المخدرات وتجارة الاطفال والنساء، واصبح الابتعاد عن القيم والديانات أمر مبرر واصبحت الاباحية وممارسة الجنس كتجارة، واصبح الانحطاط والفساد يسود كل العباد وان الجريمة وقتل البشر الابرياء يزداد يوماً بعد يوم واصبحت الرذيلة موجودة في كل مكان، وبدا الخوف يعم الكون كله بسبب انتشار الارهاب، لان البشرية وصلت الى حد لا يطاق من الظلم والاضطهاد ولان الجوع ينتشر مثلما ينتشر السرطان في جسم الانسان ولان امريكا اعلنت الحرب على الارهاب، فزاد الارهاب عشرات بل مئات المرات بسبب السياسة المنحرفة لأمريكا مستغله تفوقها العلمي والتقني على العالم.
أول عيد ميلاد لي يمر وأنا أعيش حالة خوف عظيمة على مستقبل البشرية وعلى مستقبل بلدي وأمتي كون هذه المرحلة هي مرحلة التغيرات الكبرى، مرحلة الحسم الذي سيتحدد به مصير الانسانية ومصير كوكبنا، هذا الكوكب الذي خلقه الله سبحانه وتعالي لننعم به ونحافظ عليه للأجيال القادمة كونه أمانة في أعناقنا جميعا دون استثناء، ولكن الوحوش يدمرونه يوميا ويعبثون به ويفسدون قيمه وتوازناته المطلوبة لديمومة الحياة.
كل من يعرفني يعلم أنني إنسان ملتزم ومنضبط أحب العمل واكره الكسل، أحب الناس احب الحياة، ابتعد عن خلق المشكلات ولا اعرف الحقد والكراهية، وأتعامل برقة وحنان مع من اعمل معهم، جدي ودقيق ومؤمن، لا أخاف من شيء سوى الله سبحانه وتعالى، احب بلدي واعشقه احب امتي واعشقها احب الانسانية جمعاء، وأؤمن أن محاربة التخلف والظلم والطغيان والاستبداد واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، هو سبيل لخلاص العالم وانعتاقه من وضعه المؤلم الذي يعيشه اليوم.
كل هذه المواصفات وضعتني امام موقف أفكر به فيه كل يوم بل كل ساعة وثانية حتى في منامي افكر فيما يجري من حولي في الكون البائس المظلوم الذي تعيش فيه حفنة من البشر عددهم 1% من سكان العالم برفاه وعربدة وطغيان والباقي يعانون من مخلفات هذه التركيبة الطبقية النادرة التي لن تمر بها البشرية عبر مراحل تطورها على الاطلاق، إنها بحق مرحلة الجنون الانساني، هذا الجنون الذي سيقودنا الى المجهول، والذي يخيفني اكثر، هو أن الذين يتولون قيادة البلدان والاوطان في كل العالم لم يكونوا بمستوى المسؤولية التاريخية فأكثرهم ليسوا من الحكماء وليسوا من العقلاء، فهم جاءوا إلى الحكم بطرق مختلفة اختارهم اصحاب رؤوس الاموال والمهيمنين على وسائل الاعلام، فجاءوا بأناس يطيعون أوامر الرأسماليين وينفذون ما يرغبون به وكل من يحاول الخروج عن مهمته يستبعد من منصبه، أنها الطامة الكبرى، إنهم قادة يبصمون على الباطل ويبصمون على احتلال العراق وأفغانستان ويدمرون شعب فلسطين ويدمرون اقتصاديات البلدان ويسحقون القيم وقرارات الامم المتحدة، فهم منفذون جيدون للسياسة الكونية التي اعدتها الصهيونية منذ مؤتمر بازل والى يومنا هذا..
عيد بأي حال عدت يا عيد، وكوكبنا مهدد بالخطر والبشرية مهددة هي الاخرى بالخطر، كون امريكا والصهيونية العالمية تمتلك اكبر ترسانة اسلحة نووية وغير تقليدية في العالم وهي على استعداد كامل لاستخدامها عندما تشعر ان كيانها وخططها في الهيمنة على العالم مهددة بالخطر…
ولكوني مؤمن ومقتنع اننا نعيش نهاية مرحلة اللاتوازن وان حالة التوازن ستبدأ قريبا وستساهم جميع شعوب العالم بتكوينها، فهنا تكمن خطورة الموقف، صراع بين شعوب تريد التحرر والانعتاق من الهيمنة الكونية التي تمارسها امريكا وبين الإمبراطورية الامريكية التي تريد ان تهيمن على العالم وتسحق كل من يقف أمامها.
فكيف سيكون حسم ذلك وما هي الخسائر البشرية والمادية والبيئية التي ستؤول اليها عملية الحسم، هذا متروك لإرادة الله سبحانه وتعالى فقط لا غير واننا لمسيرون.
اليوم احتفل بعيد ميلادي السابع والسبعين، وأنا أعيش بكل دقة وبوعي تام وأتأمل حركة الكون كلها بجميع تداخلاتها وصورها وألوانها وبالرغم من تعقيداتها وتشابكها وعدم وضوح الصورة امام الاكثرية من ابناء شعبي وامتي وشعوب العالم بسبب كبر حجم التضليل والكذب الذي مارسته الصهيونية وامريكا على العالم من اجل طمس الحقائق وتلفيق الاحداث وتشويه القادة وبث الفتن والدسائس لكنني صامد أمامها متحمس لهذه المرحلة بشكل كبير ومتهجس لمخاطرها وحجم كوارثها.. إلا أنني متفائل بالمستقبل رغم كل ما يجري من حولي ورغم كل الاكاذيب والتضليل ورغم كل الخدع السينمائية.. فانا متفائل جدا بمستقبل العالم منطلق من كون الشعوب لا تهزم وان عملية التغيير حتمية تاريخية لا بد أن تحدث، ومتيقن أن الحق ينتصر على الباطل وان الايمان هو اقوى من الكفر والرذيلة وان إنسانية الإنسان تحميها إرادة الله تعالى ولا توجد قوة في التاريخ تستطيع ان تنتصر على إرادة الشعوب مهما كانت ومهما امتلكت من قوة.