معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

جُنُونُ عاشِق

حجم الخط

بقلم: محمد كركوب الجزائر

جنَّ قلبٌ ما عرفَ النومَ ليلًا يشتكي الأشواقَ، يهوى مُستهيلًا

عاشقٌ، و الوجدُ في صدرِه نارٌ لا يُداوي جُرحَهُ الوصلُ قليلًا

قالَ: “يا داءُ الهُيامِ، ارفقْ بروحي إنني ما عُدتُ أملكُ بديلًا”

خانَهُ الوقتُ، و خانتهُ الوعودُ و الحنينُ المُدَّعى باتَ قتيلًا

ما لَعِبتْ في هواهُ صبيةٌ لا بل تَغوَّلتِ المادةُ، قتلتِ الجميلا

في زمانٍ لا وفاءَ به، و لا صدقَ و المظاهرُ تشتري القلبَ الذليلا

يُقاسُ الرجالُ بما جنَوا من المالِ و نسَوا الخُلقَ، فهل هذا جليلًا؟

ضاعتِ القيمُ، وانطفأَ نورُ رجاءٍ و بكى الفخرُ، وانحنى الدهرُ هزيلًا

قال: “آهٍ، لو تعودُ الأرضُ حضنًا نغرسُ الحُبَّ، و نبني المستحيلا”

لكن الأوانَ فاتَ، و سُدَّ بابٌ كانَ للحلمِ، فاستحالَ ضئيلًا

ضاعَ العاشقُ، لا حِكمةٌ تُرشدهُ و لا نبضٌ يُنيرُ الدربَ طويلَا

يا وفاءً، يا نزاهةَ روحِ حرٍّ أنقذي ما في القلوبِ النبيلَا

أنتِ تاجُ الأصلِ، إرثٌ من شموخٍ تُورَثُ المجدَ، و تسمو بالجميلَا

فيكِ فخرُ الناسِ، لا مالٌ و لا جاهٌ صوتُكِ يهزُّ فينا الأصيلَا

أنتِ دِلالُ النورِ، قبسٌ من نُبُوَّةٍ دامتْ فينا الحُلمَ و الحليمَا

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *