رسالة الى ثوار ذي قار الابطال والشعب العراقي العظيم ..
الاستاذ الدكتور محمد طاقة مازلنا نتغنى بالثورة الفرنسية بوصفها ثورة شعبية اندلعت في دولة فرنسا خلال الحقبة ما بين ( ١٧٨٩-١٧٩٩ ) ، حيث بدأت بأزمة اقتصادية حكومية ، ثم اخذت ابعادا سياسية حتى اصبحت حركة شعبية اتخذت التغيير العنيف والمسلح منهجا لها ، ولاسباب مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية ، تمثلت بسوء النظام السياسي الفاسد ، الذي كان يسود البلاد ، واستغلال كبار الدولة والحكم المطلق للملك وادارته ، والذي كان يمنع الحريات العامة ، فضلا عن الصراع الطبقي والفوارق التي كانت تميز بين طبقة النبلاء وطبقة رجال الدين وطبقة العامة ( عامة الشعب ) ، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي والفساد المالي والاداري واستحواذ الطبقة الحاكمة على اموال الشعب ..
وظهور رواد الحركة الفكرية في هذه الحقبة أمثال جان جاك رسو ، مونتسكيو ، وفولتير ، وأسهمت هذه الحركة الفكرية في زيادة وعي الطبقات المظلومة وايقاظها وتحفيزها على نيل الحرية والتخلص من الظلم والاستبداد ..
في هذه الحقبة كانت القوى الخفية المتمثلة بدور الكنيسة وما تلعبه في ادارة دفة الحكم والبلاد مستغلة الدين وتظليل البسطاء من ابناء العامة ، حتى يستمر الملك لويس السادس وزوجته ماري انطوانيت في الحكم هذا التحالف بين الكنيسة والنظام الملكي الفاسد ، وممارسة العنف والظلم وقتل الثوار وقادتهم وتجويع الشعب وسلب حرياتهم ، دفع الشعب الفرنسي الى ان يهاجم سجن الباستيل والحصن الملكي ..
الذي كان رمزا للظلم والقهر ، وتمكن ابناء الشعبين احتلاله والسيطرة عليه وعلى الحكم ..
وتم اعدام الملك وزوجته وآلاف من مناصريهم ، وشكلت هذه الثورة حدثا مهما في تاريخ اوربا والعالم ..
يا شعب العراق العظيم يا شباب العراق الثائر يا اهلنا وشبابنا في ذي قار ان المعاناة التي نمر بها تكاد تكون مشابه تماماً ابان الثورة الفرنسية والفرق الوحيد هو اننا فقدنا وطننا ، فقدنا العراق بسبب الغزو البربري الامريكي واحتلال العراق وتسليمه الى ألد اعدائه وهي ايران وعملائها ومليشياتها ، وتمكنت ايران من بسط نفوذها في العراق وبدعم امريكي صهيوني ، وعاثت في ارضه فسادا ، وبقي الشعب العراقي يعيش أسوأ احواله ..
واستكمالا لهذه السلسلة الخبيثة مارست حكومات الاحتلال قمع الحريات العامة وجوعت الشعب وعمقت الصراع الطبقي ما بين طبقة السراق والعملاء والجواسيس ( الذين استحوذوا على المال العام والخاص ) وطبقة رجال الدين التي دعمت وتحالفت مع الطبقة الحاكمة ، وطبقة عموم الشعب ، وكذلك الوضع الاقتصادي المتردي والفساد المالي والاداري واستحواذ الطبقة المتسلطة على اموال الشعب وثروات الوطن وتمثل دور المرجعيات الدينية الموالية الى ايران ، هو الاخر بدور القوى الخفية ، واسهمت بنحو مباشر في ادارة دفة الحكم مستغلة الدين والمذهب في تظليل البسطاء من ابناء شعبنا ، فدورها مشابه تماما لدور الكنيسة في فرنسا ايام حكم الملك لويس ..
ينبغي علينا ان لا نراهن على احد من شخصيات العملية السياسية فكلهم جاءوا مع الدبابات الامريكية وكلهم موالين الى ايران ، والجواسيس والعملاء لا يهمهم العراق وشعب العراق بل يهمهم ارضاء اسيادهم ، وعلينا ان لا ننخدع بألاعيب محمد شياع السوداني ولا مقتدى ولا غير مقتدى فالجميع من منبع واحد ويأخذون تعليماتهم من منبع واحد ..
فليس امامنا سوى ان نعيد حساباتنا في مواجهة المنظومة السياسية الفاسدة والمتسلطة على رقاب شعبنا العظيم لان خيار التظاهرات السلمية لا تحقق اهدافنا في عملية التغيير الجذري ، بل ستستنزف قوانا ، من خلال تصفية قادة الثورة ( اما بقتلهم او اعتقالهم ) وستكون خسارتنا عظيمة دون تحقيق اهدافنا ، فالثورة الفرنسية حققت اهدافها لانها استخدمت اسلوب الكفاح المسلح ، فعلينا ان نتبع اسلوب الكفاح المسلح ومواجهة الطغاة كون ذلك يمثل الطريق الوحيد الذي ينفع مع هؤلاء والذي يصلح لمواجه السلطة الفاشية والمليشيات الموالية الى ايران والتي تستخدم العنف المفرط وبكل اشكاله ضد الشعب العراقي المتظاهر لنيل حريته واستقلاله ، وهكذا يمكننا من اقتحام المنطقة الخضراء ، وقلع الفاسدين جميعهم ومن الجذور ، وانهاء هذه المهزلة حتى لو كلفنا ذلك تضحيات جسام ..
وعليه نهيب بالشعب العراقي ان يقف وقفة رجل واحد وبجميع قواه وبجميع محافظاته الى مساندة الثورة في ذي قار وان نمدها بالعون وبكل اشكاله من اجل تحقيق النصر فالمنطقة الخضراء هي باستيل العراق ..