أ. د. محمد طاقة
من هم المتخلفون ؟
انهم الذين تأخروا عن فهم ما يجري في العالم من تطور وتجديد وابتكار ، وصولا إلى الحداثة .
هم اولئك الذين لم يواكبوا عملية التغيير الهائلة التي احدثتها الثورة العلمية الرابعة . هذه الثورة التي لم تقتصر على تقدم الصناعات فقط ، بل امتدّت لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي ، وصولاً الى تقنيات الذكاء الاصطناعي .
هؤلاء المتخلفون يقفون عاجزين عن اللحاق بركب الحضارة والتكنولوجيا ، متمسكين بمفاهيم قديمة بالية تعيق تقدمهم .
كلمة تخلف ليست (سبة او شتيمة ) ، انما هي وصف لحالة الإنسان الذي لا يسعى لفهم التطور ومواكبته .
انها صفة سلبية على الشخص ، تعكس عدم رغبته في التطور والانخراط في العالم الحديث ، غالباً ما نجد صعوبة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة مثل الحواسيب والهواتف الذكية ، فضلاً عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت تشكل جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية .
المتخلفون هم اولئك الذين يتمسكون بالماضي ، ويستمرون في تكرار أحاديثهم حول احداثه دون الالتفات إلى الحاضر أو التفكير في المستقبل .
هؤلاء الاشخاص لا يصلحون لتولي مواقع قيادية ، فهم يشكلون حاجزاً امام التطور ، ويمنعون مشاركة الأجيال الشابة في قيادة المجتمع .
ان الجمود الفكري الذي يعاني منه المتخلفون يعطل الابتكار ، ويعيق تقدم المجتمع نحو مستقبل اكثر اشراقاً .
المتخلفون في دول العالم الثالث يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم القديمة التي اصبحت تشكل عقبة امام التغيير .
هؤلاء الاشخاص لا يستطيعون التحرر من قيود الماضي لانهم يستفيدون من الواقع الذي يعيشون فيه ، ولن يسمحوا بأي محاولات لتغييره ، انهم يعيشون في عالم موازٍ .
غير مدركين ان العالم يتغيير يومياً ، وبذلك تتسع الهوة بينهم وبين الدول المتقدمة التي تسعى للتطور والابتكار .
نجد ان المتخلفين في كثير من الاحيان ينشغلون بمواضيع تافه وسطحية لا تخدم المجتمع ولاتضيف قيمة .
بينما تبحث الدول المتقدمة عن حلول للتحديات الكبرى التي تواجه البشرية ، ويبقى هؤلاء عالقين في احاديث عقيمة حول قضايا هامشية ، هذا الانشغال بالماضي والتفاهات يعكس ازمة فكرية كبيرة ، حيث يغيب الوعي بالحاضر ويهمش دور العلم والمعرفة في بناء المستقبل .
المتخلفون غالباً ما يقفون بالضد من الاشخاص الذين يسعون جاهدين للتطور واللحاق بركب الحضارة والحداثة ، انهم يشكلون عقبة امام التغيير لانهم يخشون ان يفقدوا مصالحهم ومواقعهم الاجتماعية التي اكتسبوها في ظل الأنظمة السابقة ، هؤلاء الاشخاص يرون في أي تجديد تهديداً لمكانتهم ، لذا يعملون على اعاقة مناضلي التقدم بكل وسيلة ممكنة .
هذا الموقف المحافظ والتشبث بالماضي لا ينطلق من رؤية موضوعية ، بل من خوف على الامتيازات الشخصية التي حصلوا عليها .
يعرقلون المبادرات الشبابية ويمنعون تسلل الأفكار الجديدة إلى مؤسسات المجتمع ، سواءً كانت تلك المؤسسات تعليمية ، اقتصادية ، او سياسية ، وبدلاً من دعم الابتكار والتحديث ، يفضلون بقاء الوضع على ما هو عليه حتى لو كان ذلك على حساب تطور المجتمع باكمله .
إن هذا التصرف يؤدي إلى تباطؤ عجلة التطور ، حيث تسجن المجتمعات في حلقات مفرغة من التراجع والتأخر وهذا كله يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ، لذا يجب مواجهة هذا الجمود الفكري من خلال التوعية والتحفيز على الانفتاح والتغيير ، إذ لا يمكن لاي مجتمع ان يحقق نهضته إلا بمشاركة جميع أفراده وخاصة اولئك الذين يحملون روح التقدم والرغبة في التحديث .
ان التخلف ليس مجرد حالة جهل بالتكنولوجيا او التطور ، بل هو رفض داخلي للتغيير والابتكار .
المجتمعات التي يقودها المتخلفون لا يمكن ان تحقق قفزات حضارية بل تظل غارقة في مشاكلها وتحدياتها التي تعيد انتاج نفسها باستمرار .
التحول نحو الحداثة والتطور يتطلب قيادة واعية ومنفتحة وتدرك وجود علاقة جدلية بين الماضي والحاضر والمستقبل ..