معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

الكذب حرام

حجم الخط

أ. د. محمد طاقة

رسالة الى جميع الكذابين

يعتبر الكذب ظاهرة اجتماعية ونفسية معقدة تمتد آثارها الى جميع جوانب الحياة الانسانية . وهي ظاهرة خطيرة جداً ، كونها تقوم على تزييف الحقائق ، أو خلق حكايات واحداث جديدة عكس الواقع ، بنية الخداع وايهام الاخرين لتحقيق هدف معين قد يكون مادياً او نفسياً او اجتماعياً او سياسياً .

والكذب امر محرم في الدين الاسلامي وبقية الديانات ، وفي كثير من الاحيان اذا تكرر الكذب عند شخص سيكون هذا الشخص مصاب بمرض يسمى ( بالكذب المرضي )

والكذب يعني ان تخبر عن شيء بخلاف ما هو عليه في الواقع .

الكذب هو من أسوء الصفات التي يتحلى بها بعض الاشخاص كونها تقلل من قيمة صاحبها . وهؤلاء الاشخاص يكونون منبوذين من قبل المجتمع ، والكذب مرتبط بشخصية الانسان ونشأته وبيئته وتكوينه الاجتماعي والاخلاقي .

الكذابون لا يثقون بانفسهم ومستعدون للتخلي عن شرفهم لانهم يمارسون خداع الناس بغير الحقيقة و يعملون على تزييف الحقيقة ، لذلك هي من أسوء وابشع الصفات التي نهانا عنها ديننا الحنيف .

الكذابون يمتلكون قدرة عالية على التلاعب بالحقائق وتغييرها لخدمة اهدافهم الشخصية ام الحزبية ، وهم يفتقرون الى النزاهة والامانة ، وبعضهم يصبحون محترفين في الكذب بحيث يصعب اكتشافهم بسهولة وهم لا يشعرون بالذنب

او تأنيب الضمير عندما يكذبون ، مما يعزز

استمرارهم في هذا السلوك المشين .

والكاذبون يمتلكون مهارات اقناع عالية ، حيث يمكنهم بسهولة التأثير على الاخرين وجعلهم يصدقون اكاذيبهم .

للكذابين مخاطر عظيمة على المجتمع ، فالكذب يؤدي الى فقدان الثقة بين الافراد

وهو ما يمكن ان يؤدي الى تدمير العلاقات الشخصية والمهنية والحزبية ، ويؤدي كذلك الى تراجع القيم الاخلاقية في المجتمع ، ويضعف من الاسس التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية والحزبية السليمة .

بالاضافة الى ذلك ان الكذابين يخلقون بيئة يسودها الشك والريبة مما يجعل من الصعب بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل .

في الاونة الاخيرة ، نشهد تزايداً في ظاهرة الكذب ، والنفاق والانتهازية في العديد من المجتمعات والمنظمات والاحزاب .

ومع الاسف الشديد ان عملية اختراق المنظومة القيمية والاجتماعية ، طالت ايضاً

القوى الوطنية واحزابها ومنظماتها ، بحيث تسربت هذه المفاهيم الى تصرفات البعض منها .

فالكذب والتضليل والنفاق والمجاملات والمحابات والتملق والطائفية والعشائرية والعنصرية ، كلها ممارسات ، يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن تصرفات الوطنيين والمجاهدين الذين يسعون الى تحرير العراق وشعبه من الطغمة الفاسدة الجاثمة على صدر الشعب العراقي العظيم .

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *