معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

الفاشلون ودورهم في تخريب المجتمع ..

حجم الخط

أ. د. محمد طاقة

الفاشلون هم الأفراد الذين لا ينجحون في تحقيق اهدافهم أو في انجاز أعمالهم بطريقة فعالة .
غالباً ما يتميز هؤلاء الأشخاص بالافتقار إلى الطموح والتحفيز ، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة ، وغياب الالتزام بالعمل الجاد .
دورهم في المجتمع يكون سلبياً ، حيث يسهمون في نشر الكسل والخمول ، ويعرقلون التقدم الاجتماعي والاقتصادي ، فهم لا يستطيعون القيام بأي عمل نافع ، ويعانون من عدم القدرة على إتمام المهام بفاعلية ، ويجدون صعوبة في التركيز والاستمرار في العمل حتى اتمامه ، مما يؤدي إلى نتائج ضعيفة وغير مرضية ، هذا الفشل المستمر يجعلهم غير قادرين على الإسهام بشكل إيجابي في المجتمع أو في تحسين أوضاعهم الشخصية .
الفاشلون لا يحبون الناجحين والمبدعين في المجتمع ، وغالباً ما يشعرون بالغيرة منهم ويرون نجاح الآخرين انعكاساً لفشلهم الشخصي ، هذا الشعور بالغيرة والحسد يدفعهم إلى النفور من الناجحين ومحاولة التقليل من شأنهم بأي وسيلة ممكنة ، بسبب غيرتهم من الناجحين والمثقفين والعلماء ، لذا يقوم الفاشلون بانتقادهم بطرق مختلفة ، وقد يسعون إلى نشر الإشاعات أو التقليل من إنجازات الناجحين أو محاولة تشويه صورتهم في المجتمع ، هذه السلوكيات تنبع من احساس الفاشلين بالنقص وعدم الثقة بالنفس .
عند انتقاد الناجحين ، يعتمد الفاشلون على العواطف والانفعالات بدلاً من الموضوعية والمنطق ، ويفتقرون إلى الأسس العلمية والحقائق في انتقاداتهم ، مما يجعلها غير مقنعة وتفتقر إلى المصداقية .
الفاشلون هم ناس معقدين ومتخلفين وأميين ، وغالباً ما يكونون غير متعلمين ويفتقرون إلى الثقافة العامة والمعرفة الأساسية ، هذا الجهل يؤدي إلى تعقيد شخصياتهم ويجعلهم غير قادرين على التعامل مع تحديات الحياة بفعالية .
الفاشلون يعتبرون عالة على المجتمع ، حيث يسهم كسلهم وتقاعسهم في إبطاء عجلة التقدم ، بدلاً من المساهمة في بناء المجتمع يعوقون التنمية ويستنزفون الموارد دون تقديم أي مقابل .
الفاشلون لا خير فيهم كونهم لايمتلكون القدرة على انجاز إي شيئ يكلفون به فهم ناس متقاعسون ، يفتقرون إلى الحافز والإرادة اللازمة لإنجاز الأعمال ، مما يجعلهم غير موثوقين وغير مفيدين في أي دور يمكن أن يكلفوا به ، فهم ناس هامشيون همهم الثرثرة الفارغة والانتقاص من الأفضل منهم .
الفاشلون ضد التقدم والتطور لذلك لا يستطيعون مواكبة التجديد والحداثة بل يقفون بالضد من ذلك .
ونظراً لعدم قدرتهم على التكيف مع المتغيرات ومواكبة التطورات لذا نجدهم يفضلون البقاء في حالة الركود بدلاً من محاولة التكيف مع التحولات المستمرة في العالم الحديث .
مع الأسف الشديد ، تزداد نسبة الفاشلين في المجتمعات ، خاصة في البلدان النامية ، يعود سبب ذلك إلى عدة عوامل منها سوء النظام التعليمي ، نقص الفرص ، وانتشار الفقر ، هذه الظروف تسهم في خلق بيئة تجعل من الصعب على الأفراد تحقيق النجاح ، مما يؤدي إلى زيادة عدد الفاشلين وتأثيرهم السلبي على المجتمع ..

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *