جاسم محمد حمزه الجبوري
لعل السبب الجوهري المتفق عليه والذي دفع بالكيان الصهيوني في سنة 2009 م مؤخراً إلى التخطيط والتدبير لشن هجوم عسكري واسع النطاق على قِطاع غزة الآهل بالسكان المدنيين. وكذا الحال على غيرها من المدن الفلسطينية الاخرى في اعتداءات سابقة راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين يَكْمُن في تخاذل الموقف العربي الرسمي ليس في اتجاه ما دار من أحداث وأهوال على الساحة الفلسطينية التي ظلت وللأسف مخضبة بالدماء الزكية للأطفال الرضع والأحداث والنساء والشيوخ، بل هناك مناطق منكوبة في بلداننا العربية باتت هي الأخرى تعاني من المشكلات نفسها.
هذه التداعيات الخطيرة لم تمر من دون رد، بل أثارت انتباه الرأي العام العربي والعالمي ومشاعره إلى حيث الارتقاء بمستوى التعبير عن حالة الغضب الشعبي الذي تجسد كعادته في تنظيم مسيرات سلمية راجلة تندد بهمجية العدو وجبن الحكّام العرب الذي وصل إلى حد غير قابل للسكوت عنه والتعويل على مَنْ هم كانوا السبب في تفاقم الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة والتمهيد بطريقة أوْ بأخرى لابتلاع القضية الفلسطينية ، وبِلا شك فقد أثبتت التطورات الأخيرة الحاصلة في القِطاع المذكور استسلام العدو للإخفاق وفقدانه للمعنويات قبل أنْ يُجْهز على تدمير القِطاع وتحويله إلى أطلال وخرائب عَبْرَ آلته العسكرية المتطورة وذلك بفضل الثبات المتصل والمتواصل والذي يحظى به الرجال منذ السنة 1948م وحتى يومنا هذا، وهل كان كل الذي جرى يكفي ليتيقن الملوك والحكام والرؤساء العرب من أنّ الكيان الصهيوني ماض في تكريس المخطط الاستيطاني على حساب الشعب الفلسطيني والضرب بقرارات الشرعية الدولية عَرْض الحائط ؟
ومن هنا لا عِبْرة بمبادرة من بادر لوقف العمليات العسكرية من الجانبين وسحب قوات الجيش الإسرائيلي خارج القِطاع واكتفى بذلك حصراً أهو هذا الصِّراط إلى النجاة من آلة الحرب الصهيونية ولانتزاع الارض المقدسة فباقي الأراضي الأخرى المسلوبة ؟
إِذَنْ، باختصار فالعِبْرة هي بحضور الموقف العربي الرسمي المسؤول والعازم على توحيد الطاقات العربية الغفيرة بوصفها سلاحاً ضارباً في المعركة وحاسماً للنزاع القائم لصالح الفريق المحق لا بمبادرات الاستسلام.