تعتبر الثقافة العامة مكوِّنًا أساسيًا في تطور ونمو المجتمعات والأفراد. فهي تمثل مجموعة المعرفة والمفاهيم والقيم والممارسات القائمة في المجتمع. وباستيعاب وفهم الثقافة العامة، يتمكن الفرد من التفاعل والمشاركة في حياة المجتمع بشكل فعَّال وشامل. تتكون الثقافة العامة من مجموعة واسعة من المعرفة في مختلف المجالات مثل العلوم، والتاريخ، والأدب، والفنون، والموسيقى، والثقافة الرياضية، والثقافة الدينية، وغيرها. وتضمن الثقافة العامة تعلم اللغة والقراءة والكتابة، والقدرة على التعلُّم والنقد والتفكير النقدي. تتوازى الثقافة العامة مع القدرة على التعبير والتواصل والتفاعل مع الآخرين. فهي تساعد الفرد على التفاهم والاستيعاب للثقافات الأخرى وتطبيق المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية في تعامله مع الآخرين. وبالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية والثقافية، تترجم الثقافة العامة بشكل إيجابي على النمو الشخصي والتطور المهني. فتعمل على توسيع آفاق الفرد وتحسين مهاراته العقلية والفكرية والتعليمية. كما تطور القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بناءً على أسس سليمة. على الرغم من أهمية الثقافة العامة، إلا أن العولمة والتكنولوجيا الحديثة قد أدت إلى انحسار اهتمام البعض بها. فالاعتماد الزائد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد أثر على حجم القراءة والتعلم الذاتي والبحث في الموضوعات العامة. لذلك، يجب تشجيع الشباب والمجتمعات على زيادة ثقافتهم العامة واستكشاف مجالات مختلفة من المعرفة. يمكن ذلك من خلال قراءة الكتب والمجلات ومشاهدة الأفلام والأعمال الفنية، وحضور المحاضرات والندوات، والمشاركة في الأنشطة الثقافية والأحداث المجتمعية. في النهاية، الثقافة العامة تساهم في تنمية الفرد وتطويره وتعزز المشاركة الفعَّالة في المجتمع. لذا، يجب علينا جميعًا الاهتمام بها والعمل على نشرها وتعزيزها في حياتنا ومحيطنا.
نور الطائي
رئيس التحرير