معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين بالرقم 1853

الاضطرار إلى خِيار الحرب

حجم الخط

 

 

 

جاسم محمد حمزة الجبوري

وَضُحَ الأمر للقاصي والداني بأنّ سياسة الولايات المتحدة الامريكية سياسة قائمة على افتعال الازمات ، ولا تكاد تمر سنة إلاّ وأمريكا قامت باختلاق مشكلات بعد أنْ لم تكن وفي مناطق حيوية من العالم ومنها على وجه الخصوص مِنْطَقة الشرق الأوسط , إذْ جعلتها تغلي على صفيح ساخن فضلاً عن ؛ ذلك ثَمَّة مناطق استراتيجية حساسة غير آسيوية هي الأخرى شَهِدَت أزمات مفتعلة وكان الجاني الذي يقف وراء هكذا عربدة وسوء خُلُق هي حكومة واشنطن نفسها. أمّا من حيث طبيعة التعامل إزاء ذلك بالنسبة للجانب الأمريكي فَلَمْ يكن الانخراط في الجهود الدِّبلوماسية لحلحلة الأمور صادقاً وبنية حسنة ، بل تعمّد على تهدئة الأوضاع وبحسب العلوم السياسية هذا يسمى إدارة أزمات لا حل أزمات ، وعلى مدى تاريخ أمريكا لَمْ نستشعر بأي رئيس أمريكي وصل إلى البيت الأبيض مُسكة من خير إلاّ ما ندر , بل كلهم استووا في الشر وَلَمْ يكن فيهم ذو خيرٍ البتة ، وأصبحت هذه الإدارة بانهيار روسيا سنة 1991م أشد ضراوة من السابق أيْ أنّها لجأت إلى استعمال الأدوات الصَّلْبة (القوة العسكرية) لضرب كائن مَنْ يكون من الدول النامية لاسيما التي تعارض هذه السياسة الكريهة غير المرغوب فيها ، وقد وصل الحال بهذه الإدارة الباغية إلى استهداف حتى الدول دائمة العضوية في مجلس الامن من غير المنضوية تحت حلف الناتو كروسيا والصين وذلك باستعمال القوة الناعمة ( الاقتصاد والتجارة والسياسة )  وهكذا دواليك لزعزعة استقرار اقتصاد البلدين في خطوة غير مسبوقة بشدتها تريد عَبْرَها أنْ تَحْكُم العالم بِلا مُنازع من طريق الإصرار على الإمساك بالنظام المالي العالمي وهذا أمر خطير يثير حفيظة الشركاء روسيا والصين , إذْ لا يسمح كلّ منهما لأمريكا التي تتزعم الغرب أنْ تتحكم بالعالم وتَفْرِض وصايتها عليه لتفتك به عَمْداً مع سَبْق الإصرار والترصد ، وهناك معابر عبرت عليها لتحقيق غاياتها في مضايقة الدول الضعيفة المسالمة لتبقى تعيش رهينة الخوف أوْ تحت ظل الترهيب والترغيب  تمكناً من انتهاب خيراتها ، ولا تُدعى هذه  المعابر سِوى أدوات ارتمت في أحضان الغرب وبسببها ساد المِنْطَقة توتر ، ومن الامثلة على ذلك في الوقت الراهن الأدوات في أوكرانيا البلد الذي اختار نظامه السياسي أنْ يكون معواناً للغرب ومؤذياً  لروسيا اقتصادياً وأمنياً بدليل أنّ هذا النظام الذي انحاز للغرب وابتعد عن روسيا بدأ يمهد لوجود أوراق للأمريكان في أوكرانيا حتى يضعوا أمن روسيا القومي واقتصادها هدفاً مضافاً لمشاريعهم السياسية التي ترمي إلى تطويق روسيا عسكرياً وذلك بنصب مِنَصات صواريخ فوق الأراضي الأوكرانية هذا من جانب ومن جانب آخر محاصرة النفط والغاز بوصفها موارد طبيعية تشكل 60% من الاقتصاد الروسي ما أرغم هذا الخنق الاقتصادي والأمني روسيا على كُرهٍ إلى اجتياح أوكرانيا عسكرياً وكما يقال : ( كما تَدين تُدان ) فإنّ روسيا جازت النظام الحاكم في أوكرانيا بفعله وبحسب ما عَمِل ضدّ روسيا وقلبت مدنه عليه وأفشلت المخطط الغربي ولجمته هو وقاعدته التي يتكئ عليها قبل أنْ تُقلب الموازين ويقع الفأس بالرأس.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *