بقلم: محمد كركوب الجزائر
من رحمِ نورٍ تجلّى البيانْ
وُلِدَتْ حُروفي على جفنِ الزمانْ
ما بينَ زوبعةٍ تعوي بوجهِ السكونْ
و بينَ إعصارِ فكرٍ يُهدّ الجُدرانْ
دفنوا الحكايا تحتَ رُكامِ الجراحْ
قالوا: الحروفُ تموتُ… بلا نواحْ
لكنها قامتْ من الرمادِ أنيقةً
تنبضُ صدقًا… و تكتبُ الأرواحْ
هذي القصائدُ من ذهبِ الأبجديةْ
ما بينَ سطرٍ و سطرٍ… صرخةٌ حرّيّةْ
تُقاومُ الظلمةَ، تشقُّ الطريقْ
و تنثرُ نورًا على كلّ فريقْ
لا مدحَ للزيفِ، لا للرّخيصْ
نحنُ أبناءُ الحكمةِ و التمحيصْ
نهتفُ: أن ارتقِ، يا حرفُ، كنْ نبراسْ
واجعلْ من الصمتِ فنًّا يُحاكي الإحساسْ
كُنْ للبلاغةِ قيثارةْ
و على المحسناتِ سُلالةْ
فيك الجِناسُ، و ذاك الطباقْ
و المعنى يزهو كأنّهُ اشتياق
اكتبْ، و لا تخشَ دفنَ النّجومْ
فالعزّ يولدُ في عمقِ الهمومْ
وابذرْ جمالكَ في أرضِ النقاءْ
سيزهرُ الفكرُ و يُثمرُ الوفاءْ
إنّا نُفضّلُ نورَ الحروفْ
ونجتني الثمرَ من جوفِ الكهوفْ
في كلِّ سطرٍ كنزٌ مدفونْ
و في كلِّ بيتٍ صعودٌ للجنونْ
يا شاعرَ الأفقِ، يا ناثرَ الأملْ
دعْ قافيتكَ تسري بلا كسلْ
فالعالمُ اليومَ عطِشٌ للضميرْ
و غدُ القصيدةِ مشرقٌ، قديرْ